مقدمة الطب الروحاني

كلنا نعلم بأن الله هو الضار والنافع وله الفصل في كل كبيرة وصغيرة ، كما نعلم انه المسيطر على الامور الظاهرية والباطنية وهذا مسلم فيه ، وفي هذه المقدمة نستذكر قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم { وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير (17) وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18)} سورة " الانعام " .

وقوله تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا (83) } سورة " الاسراء " . فمن هذا المنطلق العقائدي ، ويقين التسليم الروحي ، وبعد البحث والتمحيص والتفكر بالله القوي العليم ، وبعد خمسة عشر عاما من الخبرة النظرية والعملية ، وبعد اطلاعي على اراء ومناقشات الكثير من العلماء والعامة في الكتب وغيرها ، لـم أرَ او اسمع اي انسان يعطي معلومات صحيحة او حقيقية في هذا المجال ، فرأيت من واجبي ان اعمل جاهدا لتفسير هذه الامراض وتبيان اعراضها كاملة ، وكيفية علاجها ، علما وللأمانة انه لا يوجد حتى بين علماء الدين من يسمى عالما او حتى خبيرا في هذا المضمار لأنه وببساطة فان هذا النوع من العلم لا يدرس الا في المدارس الربانية ، وشهادة التلمذة فيها التقوى ، والنجاح فيها الامانة ، والمبتغى رضى الله عز وجل ، وشعارها بسم الله ، وبالله ، ومن الله ، والى الله ، ولا اله الا الله ، والله اكبر ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

الطب الروحي

هناك الكثير من الثقافات والمعتقدات المختلفة ومنها من يخلط بين مسمى الطب الروحي والطب الروحاني ، الطب الروحي يرتبط بالطاقة وما شاكلها من ممارسات وطقوس تستند على معلومات بالاصل زائفة وهذا ما دفع الاغلبية باطلاق صفة العلوم الزائفة على الكثير من مفاصله لانه يحتوي على الكثير من الامور التي لا ترتبط باي قواعد علمية صحيحة ولا حتى على عقائد دينية صحيحة ولكنها ترتبط بالنتائج التي يحسها المريض سواء كانت ايجابية او سلبية.

الطب الروحاني

اما الطب الروحاني فهو شيء مختلف وله علاقة بالطبيعة الخلقية للانسان ، فكلنا يعلم ان الانسان من خلق الله فتبارك الله أحسن الخالقين ، والانسان مكون من روح ونفس وجسد فلو ذكرنا الامراض التي تصيب الانسان فهناك امراض تصيب الروح وهي غير مرئية ولها اعراض ظاهرة على سلوك الانسان وصحته بشكل عام وتسمى امراض روحانية ، وهناك امراض تصيب النفس وهي ايضا غير مرئية ولكن لها اعراض واضحة على الانسان واتفق الجميع على انها امراض نفسية تلامس النفس البشرية ، وهناك ايضا امراض تصيب الجسد او الجسم ( البدن ) وتسمى امراض عضوية ولها الوقع الاكبر على العالم وتعالج بالطب البشري.

العلاح الروحاني

اما بالنسبة للامراض التي تصيب الروح فهي امراض كثيرة منها ، السحر ، المس الشيطاني ، الحسد ، العين ، والى ما شابه ذلك ، وهناك الكثير من الامراض النفسية والعضوية تكون اصولها روحانية كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» معرفة المزيد عن الامراض الروحانية. العلاج الروحاني


قد تسمع في هذا العصر الكثير من القصص القديمة والحديثة عن الجن والسحر والمشايخ والمشعوذين والسحرة ، وقد تكون عندك اسئلة كثيرة حول هذه الامور ، اسأل الله ان اكون لك عونا على فهمها بطريقة تفصيلية في هذه العلوم الروحانية المسماة ( الطب الروحاني ) الذي يشمل كافة الأمراض الروحانية والأمراض الخفية التي لا يوجد لها تشخيص في الطب البشري او في الطب النفسي واعراض هذه الامراض وكيفية الخلاص منها لمن اراد الله له الخلاص والشفاء ، كما ان الطب الروحاني يشمل الوقاية من جهل عالـم مغرور ، او ساحر متربص ، او حاسد حاقد ، او مشعوذ ضميره غائب .

نسأل الله لنا ولكم علما نافعا ونورا ساطعا وشفاء من كل داء ، وفي الطب الروحاني ، بالله ننتصر وعلى الله نتوكل ، يقول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم { ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون (160)} سورة " ال عمران " . صدق الله العظيم الستار ، وبلغ الرسالة النبي المختار صلى الله عليه وعلى اله الاخيار ، اسأل الله ان يكون الطب الروحاني مفيدا للبشرية جمعاء كما انني اسأل الله ان يكون سنة حسنة واسأله ان يكون لي اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ، اللهم امين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الموقع سهل ميسور ، يخاطب العامة والخاصة ، كلا بقدر ثقافته ، ويلغي الحرج في النفوس ، ويجعل المرء في مواجهة مع نفسه ، فلا بد من حتمية الانتصارالتي توافق طبيعة المؤمن ، وكأن مراسا في عنقه ، يشده الى الله تعالى ، فهو الوحيد الذي حدد معنى الساحر والمشعوذ وطبيعتهما ، ووضع الفرق بينهما ، وبذلك يقدم الفرصة لمن تعبوا من ادران هذا او ذاك ، لينفضوا الغبار الذي علق بهم ، ولقد اعتمد المؤلف في كتابه قيما اخلاقية ، ومبادىء شمولية ، اهمها : قضية الثقه بالله تعالى ، وأن الله جدير بالاستجابة ، وهذه الصدقية العالية هي من باب الايمان ، محصورة بالتقوى ، والاخذ بالوسيلة الشرعية وهي الرقى الشرعية المتوارثة عن الصادق الامين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو يذهلك اذ يطرح العلاج لمرض يمس حاجات الانسان ورغباته الواقعية ، وهو " العقم الروحاني " الذي يكلف لدى الاطباء مبالغ باهظة ، ولكن الالتزام بما ورد ، والاعتقاد الحقيقي بأن الله هو الشافي الكافي هو عين الحق والصواب وطريق الشفاء .

واذ ذاك فهو على صواب ، اذ يجعل شرعية العلاج " اعتمادا على الذات " بعد التوكل على الله ، من اقانيم واسس النجاح ، ليخرج شيخنا من ثقل دائرة احتكار الشيوخ للعلاج ، شريطة مراعاة الطريق الواضح الذي حدده بكليته ، ودون انقطاع الزمن لتاريخ العلاج . ويمس المؤلف " القدر " بذكاء يوائم المسائل المطروحة ، لكنه والاسلام يرفض الخنوع والاستسلام ، ولأن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، لينتهي به الامر الى الاشفاق على هؤلاء الذين ضرب الشيطان على عقولهم وعيونهم غشاوة ، وذلك من احاطة واسعة لمعاناة الانسان ، وخشيته الواقعية عليه ، " والمشاركة " عنده ذات طبيعة مختلفة ، وهي حقيقية ، فهي ليس ضرب من الوهم والخيال .

وليست وجدانا فقط او تعاطفا من باب المواربه بل هي مشاركة في " الوسيلة والاداة " ، فهو اذ يبصرك بطريق الحق ويرسمها لك خوفا عليك ، لايقف عند ذلك ، بل يحضك باسلوب يخلو من الفذلكة والغموض والتناقض ان تتبع الطريق للنجاة ، كأنك على باب مدينة فاضلة ، تحتاج منك الى العمل ، ولا يمكن ان يحقق المرء ما يصبو اليه بدون اتخاذ الوسيلة والجهد والعمل . وقضية " الحلال والحرام " من المسائل التي يعلوها الغبار لدى عامة الناس ، وكثير من مسائل " الحلال والحرام " في العلاج الروحاني من الامور الغامضة ، غير مكشوفة ... فذلك يرى ان هذا الامر علاجه بهذه الوسيلة ، وآخر على نقيضه ، ومن هنا اذ صرخت بصيرتنا ، لنحدد خط واضح في الطب الروحاني والعلاج الروحاني ، ليتقدم المرء وهو على يقين ، وبدون وجل ، ليعالج امراضه الروحانيه ، وليشق الحياة ، لا يصاحبه الشيطان فيها ، وامره وديعة بين يدي ربه سبحانه وتعالى . وفقنا الله لما يحبه ويرضاه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .